سورة السجدة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (السجدة)


        


قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً} المؤمن هنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه والفاسق عقبة بن أبي معيط قال ابن عباس: سابّ عقبة علياً فقال أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأملأ منك حشواً فقال له علي كرم الله وجهه: ليس كما قلت يا فاسق فنزلت، فيهما هذه الآية.
{لاَ يَسْتَوُونَ} قال قتادة: لا والله لا يستوون لا في الدينا ولا عند الموت ولا في الآخرة.

قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ} أما العذاب الأدنى ففي الدنيا وفيه سبعة أقاويل:
أحدها: أنها مصائب الدنيا في الأنفس والأموال، قاله أُبي.
الثاني: القتل بالسيف، قاله ابن مسعود.
الثالث: أنه الحدود، قاله ابن عباس.
الرابع: القحط والجدب، قاله إبراهيم.
الخامس: عذاب القبر، قاله البراء بن عازب ومجاهد.
السادس: أنه عذاب الدنيا كلها، قاله ابن زيد.
السابع: أنه غلاء السعر والأكبر خروج المهدي، قاله جعفر الصادق.
ويحتمل ثامناً: أن العذاب الأدنى في المال، والأكبر في الأنفس.
والعذاب الأكبر عذاب جهنم في الآخرة.

{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} فيه وجهان
أحدهما: يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم.
الثاني: يتوبون من الكفر، قاله ابن عباس.


قوله تعالى: {وَلَقْدَ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكَتِابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى ولقد لقيته ليلة الإسراء روى أبو العالية الرياحي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عمرانَ رَجُلاً طُوَالاً جَعْداً كَأَنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ. وَرَأَيْتُ عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ رَجُلاً مَرْبُوعَ الخَلْقِ إِلَى الحُمْرَةِ وَالبَيَاضِ سَبْطَ الرَّأُسِ» قال أبو العالية قد بين الله ذلك في قوله: {وَاسْأَلْ مِنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا}.
الثاني: فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى في القيامة وستلقاه فيها.
الثالث: فلا تكن في شك من لقاء موسى في الكتاب، قاله مجاهد والزجاج.
الرابع: فلا تكن في شك من لقاء الأذى كما لقيه موسى، قاله الحسن.
الخامس: فلا تكن في شك من لقاء موسى لربه حكاه النقاش.

{وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} فيه وجهان:
أحدهما: جعلنا موسى، قاله قتادة.
الثاني: جعلنا الكتاب، قاله الحسن.

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنهُمْ أَئِمَةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} فيه وجهان:
أحدهما: أنهم رؤساء في الخير تبع الأنبياء، قاله قتادة.
الثاني: أنهم أنبياء، وهو مأثور.
{لَمَّا صَبَرُواْ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: على الدنيا، قاله سفيان.
الثاني: على الحق، قاله ابن شجرة.
الثالث: على الأذى بمصر لما كلفوا ما لا يطيقون، حكاه النقاش.
{وَكَانُوا بِئَايَاتِناَ} يعني بالآيات التسع {يُوقِنُونَ} أنها من عند الله
قوله: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ} الآية فيها وجهان:
أحدهما: يعني بين الأنبياء وبين قومهم، حكاه النقاش.
الثاني: يقضي بين المؤمنين والمشركين فيما اختلفوا فيه من الإيمان والكفر، قاله يحيى بن سلام.


قوله تعالى: {نَسُوقُ الْمَآءَ} فيه وجهان
أحدهما: بالمطر والثلج.
الثاني: بالأنهار والعيون.

{إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ} فيها خمسة أقاويل
أحدها: أنها الأرض اليابسة، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أنها الأرض التي أكلت ما فيها من زرع وشجر، قاله ابن شجرة.
الثالث: أنها الأرض التي لا يأتيها الماء إلا من السيول، قاله ابن عباس.
الرابع: أنها أرض أبْينَ لا تنبت، قاله مجاهد.
الخامس: أنها قرى نبيا بين اليمن والشام، قاله الحسن. وأصل الجرز الانقطاع مأخوذ من قولهم سيف جراز أي قطاع وناقة جراز أي كانت تأكل كل شيء لأنها لا تبقي شيئاً إلا قطعته بفيها. ورجل جروز أكول قال الراجز:
حبُّ جروز وإذا جاع بكى *** يأكل التمر ولا يلقى النوى
وتأول ابن عطاء هذه الآية على أنه توصل بركات المواعظ إلى القلوب القاسية.

1 | 2 | 3 | 4